الخميس، 3 سبتمبر 2009

ملاحظات على مغالطات و مخالطات القبس !!

لعل الضجة التي أثيرت بعد نزول افتتاحية القبس العدد 13018 في الساحة الكويتية قد أخذت أكثر من حاصلها الطبيعي ، و أصبح النقاش سياسي بحت بين طرفين متنازعين ، فآثرت الكتابة عن الموضوع لأيام قليلة و التأني في الرد على المقال ، لأن اللي ايده بالنار مو مثل اللي ايده بالماي :) أو بتعبير آخر أن الانسان المحارب في المعركة لا يستطيع أن يمعن في التفكير و يدقق في التفاصيل و أن يتوقع كل التوقعات و كل الضربات التي سيواجهها ، و هو يعلم أي (المحارب) أن التفكير و التدقيق في وسط المعركة قد يكلفانه روحه :)

و اذا نظرنا إلى المقال بعين ثاقبة سنجد أن المقال ينقسم إلى قسمين رئيسيين ، الأول هو ما يخص الأمير و الثاني هو الهجوم على الحكومة و التيار الاسلامي ... فما يخص الأمير هو عبارة عن ملاحظة جالت في خاطري و لم أسمع شخص تحدث عنها أو كتب ، و هي أن لأول مرة في الكويت نرى كاتب يخاطب الأمير من خلال قلمه و يقوم بتوجيهه و تنبيهه و تذكيره ، و بغض النظر عن قانونية المقال من عدمه فخطوة مثل هذه نباركها و نصفق لصاحبها و لكن الخوف من المنزلق الذي سيطب به أغلب الكتاب ، و تصبح مخاطبة الأمير عبر الصحافة هي ديدن كل الكتاب الشعبييين .. بقدر ما أسعدتني تلك الجرأة في مخاطبة الأمير مباشرة عبر الصحافة لإن الهاجس الذي ينتابني حاليا هو لجوء العديد من الكتاب الملاقيف الى السير في تلك الجادة و يبدأ بعد ذلك المهايط :)

أما القسم الثاني من المقال فهو ما ذكره الكاتب عن علاقة التيار الديني مع الحكومة و هي علاقة تحالفية ، و بغض النظر عن صحة الكلام من عدمه فما أعرفه أن في أكبر الديمقراطيات في العالم و أعرقها و ممن سبقتنا بسنين في تجربتها الديقراطية تستخدم هذا الاسلوب في تمرير الصفقات و الموافقة على المشاريع و كسب الأغلبية النيابية في صفها ، وقد تجح و قد لا تنجح هذه الوسيلة مع الحكومة ، لكن ما أريد ايصاله هو أن هذا الأمر مشروع للطرفين الحكومة و التيار أو الحزب وفي ذات الوقت لا يقدح في مصداقية أي من الطرفين ، ولكن للأسف الشديد هذا الكلام يصبح خطيئة اذا جاء من قبل حركة سياسية اسلامية في قطرنا العربي !!!
بالنسبة لما ذكره الكاتب عن الصحابة و البسملة و مسابقات القرآن الكريم .... إلخ من الأمور التي ذكرها ، فباعتقادي و باعتقاد كل شخص يعي معنى التنمية و يعرفها حق المعرفة ، و يعلم ما هي الأمور الواجب توافرها للتنمية و الأمور المحظور تواجدها مع التنمية أنهم لا يتعارضون و لا يتضادووون ؟؟ !! بل أعتقد أنه لا علاقة لا من قريب و لا من بعيد بين التنمية و بين الأمور التي ذكرها ولكن ربما هي شماعة جديدة لتعليق التأخر و الفشل و الانحطاط عليها ، فيصبح السبب الرئيسي الذي يعيق التنمية في الكويت هو الذب عن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الابتداء و الاختتام على ذكر الله و مسابقات القرآن الكريم !!!
تبقى قضية الدولة (أهي مدنية أم اسلامية) التي ذكرت في الفقرة الأخيرة من المقال حيث قال (دولة عربية و حسب لا اسلامية و لا دينية) و سوف أقوم بكتابة رد على هذه الفقرة خلال الفترة المقبلة انشاءالله .. تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق