الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

الأمين العام ... أمين و لكن !!

انتهت الانتخابات البرلمانية في الكويت و ظهرت النتائج التفصيلية للمرشحين ، و كان هنالك مكاسب حكومية ليبرالية و وجود انحسار صغير عدديا و كبير معنويا للاسلاميين ، و كانت الحركة الدستورية هي الخاسر الاكبر حيث تقلص عدد ممثليها خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من 6 نواب إلى نائب واحد !!!

في العسكر الحدسي يوجد استياء واضح بين قواعد و قيادات الحركة ، و كان واضحا وجليا من خلال مقالات كتابها (أي الحركة) في الصحف المختلفة في الكويت و من خلال المدونات أيضا ، ثم قيام المكتب السياسي بالاستقالة الجماعية ، ثم الصاعقة او القشة التي أقصمت ظهر البعير بدخول البصيري للحكومة (مع رفض الحركة المشاركة بالحكومة) ...

ما أريد الوصول له من خلال تلك الكلمات هو توقعي و توقع الكثير من المتابعين للساحة السياسية بأن يكون هنالك ردة فعل طبيعية بعد الاخفاق في دورتين للانتخابات كحدوث ثورة داخل الحركة مثلا أو حتى انقلاب سلمي :) ، والزج بأسماء جديدة في العمل السياسي بعد التشويه الذي لازم الكثير من قيادات الحركة (سواء كان هذا التشويه موجود بالفعل أو غير موجود) ، و كان الأمل يحدو بنا إلى رؤية أقوى حركة سياسية في الكويت تقوم بتوجيه الشارع الكويتي ، و تتزعم المعارضة الكويتية ، و تقود مجلس الأمة إلى بر الأمان .... و لكن كان خبر انتخاب الدكتور ناصر الصانع أمينا عاما للحركة الدستورية هو المفاجأة :)

الدكتور ناصر الصانع له باع طويل في السياسة ، و يعتبر من أفضل ما أنجبه البرلمان الكويتي ، و من أفضل القيادات التي خرجت من عباءة الحركة ، و في ذات الوقت كان العقل المفكر و المدبر للحركة و للكتلة الاسلامية داخل المجلس ، و كلنا يعلم أنه كان يترأس المنظمة العربية للبرلمانيين ضد الفساد و حاليا يترأس المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد ... اذا هو شخصية فذة و ذكية و قيادية ، و لا ننكر أنه يتمتع بالكثير من الخلال التي تؤهله لتزعم البيت الحدسي .... ولكن ؟!!!

هنا مربط الفرس ... أنا لا أشكك في قدرات الدكتور ناصر ، و لا في ذمته المالية (طبعا الذمة المالية للدكتور الصانع بيضاء ناصعة البياض مثل دشداشة محمد الصقر) ولكن الكم الهائل من الاشاعات و تشويه الصورة الذي تعرض له ، و كل التهم التي اتهم بها زورا ، و الزخم الاعلامي الكبير الذي صور الدكتور بأبشع الصور ، و أضف على ذلك الهبوط الذي صاحب أداء الدكتور في المجلسين الاخيرين ، كل ذلك أتوقع أنه يكفي لعدم تأمينه على الحركة .

داخل الجسم الحدسي توجد معضلة كبيرة و مشكلة عويصة قد تؤدي إلى حدوث انشقاقات و (انسحابات) ، و هذه المعضلة تتمثل بالسيطرة التامة على القرارات الاستراتيجية و التنفيذية من قبل الجيل القديم ، او الجيل الدعوي التربوي الذي نشأ و عمل في الدعوة و التربية و علاقته بالسياسة تكاد تكون معدومة ، و السبب في ذلك يعود إلى الأيام الأولى للصحوة الاسلامية في الكويت ، حيث لم يكن يهتم هذا الجيل بالسياسة و لم يمارسها أصلا ، و كان دخولهم عبر الأجيال التي تلتهم و كان هذا في بداية الثمانينات من القرن الماضي ، إذا ما أريد الوصول له أن تعيين الدكتور أو حتى انتخابه (الصوري) كان من خلال تلك المجموعة الذهبية المباركة ، و في توقعي الشخصي أن تقدم و تطور الحركة مرهون بعلاقة الحركة بتلك المجموعة ، أنا لا أدعوا إلى التخلي عن تلك المجموعة و ركنها على الطاولة ، انما اهتمامهم بالأمور الدعوية و التربوية هو خير للدعوة و لهم و ترك السياسة للساسة هو الأفضل ... تحياتي :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق