السبت، 23 يناير 2010

عوالم النهضة (المقدمة)

منذ الأزل و موضوع النهضة يشغل تفكير العلماء و القادة و المفكرين ، بل تجاوز حد التفكير إلى مشاريع نهضة ترجمت إلى خطط و مؤلفات ، و لا تكاد ترى مفكر ما في أمة ما في زمان ما إلا خاض هذه التجربة ، و من البديهي أن يتبادر إلى ذهنك السؤال التالي .... إذا افترضنا أن جميع الأمم لديها مشاريع للنهضة الحضارية ، فلماذا لا نرى إلا القليل منها ينجح ؟؟ هذا صحيح فقليل من الأمم هي التي تنجح في مشاريعها النهضوية ، و أنا في تصوري أن هنالك سببين رئيسيين يعيقان طريق النهضة أمام الأمم ... الأول و هو عدم تطبيق المشاريع ، و هذا للأسف الشديد ما هو حاصل لجميع دول العالم الثالث أو الدول النامية ، أما السبب الآخر و المهم بالنسبة لي فهو التحليل الخاطىء .

إن النهضة الاوربية الحالية هي نتاج تخطيط و تفكير و تضافر للجهود ، و هذا لم يتم خلال سنة أو اثنتين و انما عشرات السنوات ، ابتداءا من سقوط الاندلس و فتح القسطنطينية و انتهاءا باكتشاف الامريكتين و طريق رأس الرجاء الصالح ، بالاضافة إلى عوامل أخرى ساعدت على نهضة اوربا الحديثة ، لكن تلك العوامل الاربعة هي التي ساهمت مساهمة مباشرة في عملية التغيير في الأمة الأوربية ، و هي لا شك نتاج تحليل صحيح و تخطيط ناجح و استغلال للفرص الذهبية أدى للنهضة ... إذا ما قامت به أوربا هو عكس ما قلته في نهاية الفقرة الأولى (التحليل الخاطىء) الذي أدى إلى فشل و سقوط الكثير من الأمم ، و هو ما يجب أن تعي له الأمم الأخرى التي فشلت من قبل .

لا شك أن الأمة الاسلامية حاليا تعيش في دوامة التخلف ، فبعدما كنا في مقدمة الأمم أصبحنا جزيئات لا تذكر ، و بعدما كنا نصدر العلوم و الفنون و جميع أصناف الابداع أصبحنا نستورد كل شيء و لا نصدر أي شيء ، كأننا عالة على البشرية فوجودنا من عدمه سيان !!!!
و هذه الحالة لا تسر أي مسلم يحب أمته ، بل يعتصر قلبه حزنا و ألما على تاريخه الأبي الذي ضيعه أجدادنا ، و نحن سوف نساهم في محوه إذا لم نغير ما بأنفسنا .. أنا لا أسطر هذه الكلمات حتى ادغدغ المشاعر ببطولات و امجاد تاريخنا التليد ، و لا أكتبها حتى نبكي على حالنا المؤسف في هذا الزمن الأغبر ، ولكن هدفي هو المساهمة في وضع لبنة من لبنات مشروع النهضة الكبير ، المشروع الذي يشغل هم كل انسان يريد الخير لأمته الاسلامية و للبشرية جمعاء .

المخلص هو أنني قمت بقراءة مجموعة لا بأس بها من كتب فلسفة التاريخ ، ثم عرجت على كتب التاريخ التي تسرد الأحداث ، وحاولت قدر الاستطاعة و قدر امكانيتي البسيطة تحليل الوقائع الرئيسة ، و قمت بالتركيز على فترتين مهمتين جدا .. الأولى هي بداية الدعوة الاسلامية أو صدر الاسلام ، و الثانية هي بداية النهضة الاوربية حتى سقوط الحضارة الاسلامية ، و خلصت بملاحظات و أفكار كثيرة سوف أوردها على أربع مقالات أسميتها (عوالم النهضة) ، و قد رتبتها حسب الأهمية و الأولوية بالنسبة للأمة ، و هي على النحو التالي :

1- عالم الأفكار
2- عالم المشاعر
3- عالم العلاقات
4- عالم الأشياء
و سوف تكون موجودة على مدونتي في القريب العاجل ان شاء الله .




تحياتي :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق